لهذا لا يفوز الزمالك بالدوري!من
المستحيل أن يكون هذا هو حال نادي الزمالك الذي يطمح ويطمع للحصول على
البطولات، فحاله لا يسر عدو ولا حبيب، ولا يمكن أن يكون أكثر المتفائلين من
مشجعي الفريق يتوقع أن يجد فريقا قادرا على منافسة الأهلي الموسم القادم،
خاصة بعد أن دعم الأخير صفوفه بصفقات من العيار الثقيل.
وليس من الطبيعي في أي مجلس
إدارة أن ينهار بمجرد أن يضغط عليه مدربه الذي لا يرغب في أن "يعيش الوهم"
مثل الذين سبقوه، ويرغب في تحقيق إنجاز حقيقي على أرض الواقع، لا في أحلام
جماهير الفريق المسكينة.
فأي رئيس ناد هذا الذي يهرب من
"وجع الدماغ" مع أول "كارت إرهاب" من مدربه الجديد؟ ألم يعلم جلال إبراهيم
منذ البداية طلبات شحاتة قبل أن يتخذ أي قرار؟ ألم يشترط شحاتة قبل أي
اتفاق أن يوفر له المجلس الصفقات التي يحتاجها لكي يصنع "من الفسيخ
شربات".. وعلى رأي المثل "اللي أوله شرط آخر نور".. مش استقالة!
ومع احترامي لمحاولاته
المستميتة، فإن استقالة جلال إبراهيم لا تعني إلا فشل المجلس المعين في
مهمته.. فهو جلب حسام حسن صاحب الخبرة القليلة، ومع ذلك قدم حسام كل ما في
وسعه خلال موسم ونصف بلاعبين وإن اختارهم هو، فإنهم في الحقيقة لا يصلحون
لمنافسة أقرانهم في الأهلي.
وكان قرار المجلس المعين بتوجيه
الشكر للتوأم بعد أن اتفق معه على التجديد بخطاب رسمي فضيحة بكل المقاييس
تعكس مدى الفشل الإداري داخل النادي، قبل أن تأتي الطامة الكبرى باستقالة
جلال إبراهيم على خلفية الغضب الجماهيري من أداء مجلس الإدارة وتهديد شحاتة
بالرحيل، ومن ثم دخول النادي في دوامة المدرب مرة أخرى.
أما جماهير الفريق، فهم يثيرون
الكثير منها استيائي وتعجبي عندما أقرأ تعليقاتهم على أخبار الزمالك، فتجد
هجوما شرسا على شحاتة، لأنه هدد بالرحيل إذا لم يوف النادي بطلباته ويلبي
احتياجاته، وأود أن أسألهم هنا، هل المطلوب من شحاتة أن يسكت ويعمل
بالقماشة التي معه، رغم أنه أعلن بنفسه عدم صلاحية الكثير منهم لتمثيل
الفريق وطلب رحيل 12 لاعبا؟ طب هل إذا وافق مدرب منتخب مصر السابق على
الأمر الواقع، فهل يعمل وهو يعلم أنه لن يحقق إنجازا حقيقيا ويقبض مرتبه
كالموظفين والسلام؟!
إن موقف شحاتة يبعث على الاحترام
ولا شيء دون ذلك، فالرجل احترم تاريخه وسيرته الذاتية وكذلك احترم أحلام
جماهير الزمالك ورفض أن يتلاعب بها ثم يلقي المسؤولية بعد ذلك على أي شماعة
معتادة وما أكثرها، كما أنه كان واقعيا لأنه يعلم تماما أن سير الأمور
بهذا الشكل لن يؤدي إلى المطلوب منه.
لكن المشكلة هي المشكلة المعتادة
من قبل الجماهير، التي لا ترغب في سماع الحقيقة إذا لم تكن على هواها، حتى
لو كانت على يقين من أنها الحقيقة ولا شيء سواها، لكن للأسف هذه هي عقلية
المشجع المصري.
بالمناسبة، هل يمكن لكم تخيل لو كان الحكم في قضية مجلس عباس قد صدر لمصلحته بدلا من تنحي القاضي؟؟ منه لله اللي كان السبب!
* أتابع مباريات كأس العالم
للشباب رغم تأخرها بالنسبة لتوقيت دبي، ويسعدني أن منتخب مصر لديه فرصة
طيبة للتأهل إلى الدور الثاني، ولكن..
مثلما حذرت في المقال السابق،
كاد الفريق أن يدفع ثمن التصريحات العنترية لضياء السيد عقب مباراة
البرازيل، والتي وصل فيها بخياله إلى المنافسة على لقب البطولة قبل أن يحقق
حتى فوزه الأول على بنما.
وعلى عكس الكثير من وسائل
الإعلام، لن ألقي باللوم في تراجع الأداء على الصيام أو الرطوبة، لكن على
سببين أساسيين، الأول هو فردية واستعراض أبطال العالم (باعتبار ما سيكون)
على غلابة بنما، والثاني هو الضعف الشديد للأداء الهجومي للفريق، حيث جاء
الهدف من ركلة ثابتة، إضافة إلى أن المتابع للفريق يعلم أن التهديف مشكلة
حقيقية، والسببان يصبان عن رافد واحد هو ضياء السيد.
وبين ما لفت نظري من السلبيات،
كان أداء "النجمين" عمر جابر ومحمد إبراهيم لاعبي الزمالك، فهما يؤديان
بنزعة فردية واضحة، وخاصة محمد إبراهيم الذي يطغى على أدائه اللمسة
الاستعراضية، وقد حاول كل من اللاعبين في مباراة بنما أن يتسلم الكرة في
منتصف الملعب ثم يراوغ اللاعب تلو الآخر على طريقة "وسّع.. أنا اللي هاجيب
الجون".. والنتيجة كانت أداء دون فعالية وهجمات كثيرة تجهض قبل موعد
الولادة.
وبدلا من أن يواصل اختراقه
لمنطقة الجزاء البرازيل ويحرز هدفا، حاول جابر أن يحصل على ركلة جزاء
بطريقة مفضوحة للغاية، كان نتيجتها حصوله على البطاقة الصفراء وضياع الفرصة
الخطيرة!
إن اللاعبين مشروع نجم كبير، هذا لا شك فيه، لكن عليهما أن يتعلما كيف تلعب كرة القدم المفيدة واللعب للفريق لا للنفس..
أما ما استخلصته أنا، فأنه لهذا السبب لا يفوز الزمالك بالألقاب!