الخشوع فى الصلاة

بسم الله الرحمن الرحيم

* الخشوع أمر عظيم شأنه ، سريع فقدانه ، نادر وجوده خصوصا في زماننا .
يقول حذيفة رضي الله عنه " أول ماتفقدون من دينكم الخشوع وأخر ماتفقدون من دينكم الصلاة ورب مصل لاخير فيه ويوشك ان تدخل المسجد فلا ترى فيهم خاشعا " ( مدارج السالكين - إبن القيم )

* معنى الخشوع : السكون والطمأنينة والتؤدة والوقار والتواضع والحامل عليه الخوف من الله ومراقبته ( تفسير إبن كثير ) . وهو القيام بين يدي الرحمن بالخضوع والذل ( المدارج ) .

* محل الخشوع : القلب وثمرته على الجوارح فإذا فسد خشوعه بالغفلة والوساوس فسدت عبودية الاعضاء والجوارح لأنها تابعة له فالقلب كالملك والاعضاء كالجنود .

* التظاهر بالخشوع : ممقوت لأن من علامات الإخلاص إخفاء الخشوع ، وكان حذيفة رضى الله عنه يقول " إياكم وخشوع النفاق فقيل له وما خشوع النفاق قال أن ترى الجسد خاشعا والقلب ليس بخاشع " وقال الفضيل بن عياض " كان يكره أن يرى الرجل من الخشوع أكثر مما في قلبه " ورأي بعضهم رجلا خاشع المنكبين والبدن فقال " يافلان الخشوع ها هنا واشار الى صدره لا ها هنا وأشار الى منكبيه " ( المدارج ) .

* وقال إبن القيم رحمة الله في الفرق بين خشوع الايمان وخشوع النفاق : -
1 - خشوع الايمان :
خشوع القلب لله بالتعظيم والأجلال والوقار والمهابه والحياء فينكسر القلب لله كسرة ملتئمة من الوجل والخجل والحياء وشهود نعمة الله وجناياته هو فيخشع القلب لا محاله فيتبعه خشوع الجوارح .
2 - خشوع النفاق :
يبدو على الجوارح تصنعاً وتكلفاً والقلب غير خاشع ، وكان بعض الصحابة يقول " أعوذ بالله من خشوع النفاق " .

* والخشوع في الصلاة إنما يحصل لمن فرغ قلبه لها واشتعل بها عما عداها وآثرها على غيرها وحينئذ تكون له راحة وقرة عين كما قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم "وجعلت قرة عيني في الصلاة " ( صحيح الجامع ) .

* فوائد الخشوع :
1 - يخفف أمر الصلاة على العبد " واستعينو بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين " .
2 - المغفرة والاجر العظيم من الله رب العالمين " ...... والخاشعين والخاشعات أعد الله لهم مغفرة وأجراً عظيما " .

* حكم الخشوع :
( واجـــــــــــــب ) " قد أفلح المومنون ، الذين هم في صلاتهم خاشعون "
" من توضأ فأحسن الوضوء ثم صلى ركعتين يقبل عليهما بوجهه " وفي روايه " لا يحدث فيهما نفسه غفر له ماتقدم من ذنبه " وفي روايه " إلا وجبت له الجنة " ( البخاري ) .

* أسباب الخشوع :
1 - قوة المقتضي (جلب ما يوجب الخشوع ويقويه ) الاحسان - العقل والتدبر .
2 - ضعف الشاغل ( دفع ما يزيل الخشوع ويضعفه ) كثرة الوساوس بحسب كثرة الشبهات والشهوات .

* قوة المقتضي :
( الاسباب التي تجلب الخشوع وتقويه ) : -

1 - الاستعداد للصلاة والتهيؤ لها .
2 - الطمأنينة في الصلاة .
3 - تذكر الموت في الصلاة .
4 - تدبر الآيات المقروءه وبقية أذكار الصلاة .
5 - أن يقطع قراءته آيه آيه .
6 - ترتيل القرآن وتحسين الصوت بها .
7 - أن يعلم أن الله يجيبه في صلاته .
8 - الصلاة الى سترة والدنو منها .
9 - وضع اليمنى على اليسرى على الصدر .
10 - النظر الى موضع السجود .
11 - تحريك السبابة .
12 - التنويع في الصور والآيات والأذكار والأدعية .
13 - الإتيان بسجود التلاوه إذا مر بموضعه .
14 - الإستعاذه بالله من الشيطان الرجيم .
15 - التأمل في حال السلف في صلاتهم .
16 - معرفة مزايا الخشوع في الصلاة .
17 - الاجتهاد بالدعاء في الصلاة .
18 - الاذكار الواردة بعد الصلاة .

* ضعف الشاغل :
( دفع الموانع والشواغل ) : -

1 - إزالة ما يشغل المصلي من المكان .
2 - ألا يصلي وبحضرته طعام يشتهيه .
3 - ألا يصلي في ثوب فيه نقوش أو كتابات أو الوان أو تصاوير تشغله .
4 - ألا يصلي وهو حاقن أو حاقب .
5 - ألا يصلي وقد غلبه النعاس .
6 - ألا يصلي خلف المتحدث أو النائم .
7 - عد الاشتغال بتسوية مكان السجود .
8 - عد التشويش بالقراءة على الاخرين .
9 - ترك الالتفات في الصلاة .
10 - عدم رفعالبصر الى السماء .
11 - ألا يبصق أمامه في الصلاة .
12 - مجاهده التثاؤب في الصلاة .
13 - عدم الاختصار في الصلاة " وضع اليدين أسفل الصرة "
14 - ترك السدل في الصلاة " إسبال الثياب أسفل الكعبين "
15 - ترك التشبه بالبهائم " إقعاء الكلب - افتراش السبع - نقر الغراب "

وذلك تلخيص 33 سبب للخشوع في الصلاة للشيخ محمد صالح المجند

والخشوع عمل قلبي ، والناس في الصلاة مراتب خمسة :

1 - الظالم لنفسه المفرط " المنقص من وضوئها وأركانها " -----------------> ( معاقب )
2 - المحافظ على ظاهرها والمضيع مجاهدة النفس عن الوسوسة -------> ( محاسب )
3 - المحافظ على ظاهرها والمجاهد نفسه في دفع الوسوسة ------------> ( مكفر عنه )
4 - المصروف قلبه إلى إقامتها كما ينبغي وإتمامها وإكمالها ----------------> ( مثاب )
5 - الواضع قلبه بين يدي الله عز وجل كأنه يراه . -----------------------------> ( مقرب من ربه )

( اللهم أني أسالك قلبا خاشعا وعملا نافعا وإني أعوذ بك من قلب لايخشع )