لوخته "سباح فلوريدا" يتفوق على "الكبير فيلبس"سباحة - WCH Shangaiالسباح الأميركي ريان لوخته يحصد خمس ذهبيات في بطولة العالم ويستعد بشكل قوي للتفوق على إنجاز "فتى بالتيمور" الذهبيAFP
بيروت - تخلص الأميركي ريان لوخته أخيرا من ظل مواطنه مايكل فيلبس،
خصوصا في ضوء نجاحه خلال بطولة العالم للسباحة التي شهدتها مدينة شنغهاي
الصينية، وتتويجه بلقب أفضل سباح فيها.
فرض لوخته (27 سنة) نفسه نجما من دون منازع في شنغهاي محرزا خمس
ذهبيات في الـ200 م متنوعة و200 م حرة و200 م ظهرا و400م متنوعة والتتابع 4
مرات 200 م، فضلا عن برونزية التتابع 4 مرات 100 م، رافعا رصيده إلى 12
لقبا عالميا.
وأكد أنه حقق شيئا "لم يكن أي أحد يعتقد بأنه في إمكانية تحقيقه"،
مضيفا "أنا على الطريق الصحيحة كي أنجز كل ما أريده في دورة لندن الأولمبية
العام المقبل".
كما أصبح لوخته (88ر1م، 86 كلغ) أول سباح يحطم رقما قياسيا عالميا
في حوض كبير منذ منع إرتداء لباس السباحة الثوري المصنوع من
الـ"بوليوريتان" وأشهره من ماركة "زي ار سبيدو"، الذي بفضله تحطم 123 رقما
قياسيا عالميا عامي 2008 و2009، منها 43 رقما في مونديال روما عام 2009.
وقد حطم لوخته الرقم القياسي لسباق الـ200 م متنوعة في طريقه
للإحتفاظ بلقبه العالمي، متفوقا مرة أخرى على مواطنه فيلبس بطل أولمبيادي
2004 و2008 والعالم أعوام 2003 و2005 و2007، حيث إكتفى الأخير بالفضية.
وقطع لوخته مسافة السباق بزمن مقداره 00ر54ر1 دقيقة بفارق 10 أجزاء في
المئة من الثانية عن رقمه العالمي السابق الذي سجله في مونديال روما. في
المقابل، سجل فيلبس 16ر54ر1 دقيقة.
التفوق على فيليبس
وكان لوخته تفوق على فيلبس في الـ200 م حرة عندما نال ذهبيته
الأولى في البطولة، التي شهدت تحطيم رقمين عالميين فقط، هما رقم لوخته
وإنجاز الصيني صن يانغ في الـ1500م (14ر34ر14د).
وهي المرة الثانية التي يهزم فيها فيلبس مرتين في أحد نسخ بطولة العالم. وأن الأولى على يدي مواطنه إيان كروكر.
كان لوخته جديرا بهذا التحدي. ومنذ مطلع الموسم الحالي وصف خبراء
السباحة "الحالة الجديدة" بـ"المطاردة بين نجمين". ولعل المشاركات القليلة
لفيلبس منذ مونديال 2009، سلطت الأضواء على "سباح فلوريدا" الذي حصد كل شيء
في بطولة المحيط الهادىء (6 ألقاب) وبطولة العالم للحوض الصغير في دبي
العام الماضي (6 ذهبيات ورقم قياسي عالمي في الـ200م متنوعة مقداره 08ر50ر1
دقيقة، وكان الوحيد الذي حقق رقما عالميا خلالها). فصنفته مجلة "سويمينغ
وورلد ماغازين" المتخصصة في السباحة، بعد هيمنة فيلبس، الذي وجد في لعب
الغولف متنفسا، طوال المواسم الأربعة السابقة.
بد
ا
ية الفوز على فيلبس
وإنتظر لوخته بطولة الولايات العام الماضي ليلحق بـ"الكبير فيلبس"
الخسارة الأولى، فنال منه في سباق الـ200 م متنوعة، وقيل يومها أن المنازلة
بينهما تفيد الطرفين.
ويردد لوخته باستمرار أنه يريد أن يعطي السباحة حجما وبعدا جديدين،
ويقول: "ساهم فيلبس في ذلك ودوري متابعة المسيرة ومساعدته في هذه المهمة".
أولمبياد لندن
وأكد مدربه غريغ تروي أن: "الآفاق واسعة امام لوخته في الطريق إلى
دورة لندن الأولمبية"، إذ يضع في حسبانه الفوز في 9 ذهبيات في لندن، لينسخ
رقم فيلبس القياسي الذي حصد 8 ذهبيات في بكين 2008. علما أن الحصيلة
الأولمبية للوخته تبلغ 3 ألقاب إلى إعتلائه منصة التتويج في 6 مرات أخرى.
لوخته يحفز فيلبس
بعيد إختتام دورة بكين الأولمبية، أعلن بوب باومان مدرب فيلبس أن
سباحه سيختبر مسافات وإختصاصات جديدة ليكون ناضجا ومستعدا لها حين يحين
استحقاق "لندن 2012"، معتبرا في الوقت عينه أن كل إنتصار جديد إضافة إلى
سجل "لن يقارن أبدا ولن يدنو منه أحد"، مشددا على ضرورة التفتيش عن حافز
يغري فيلبس بمواصلة التحدي. ويبدو أنه وجد ضالته في لوخته.
وقبل إنطلاق بطولة العالم في شنغهاي، كان لوخته لا يزال يعيش "عقدة
الأولمبي العملاق" ويتدرب جيدا لمواجهته. والمعادلة بسيطة في هذا الشأن:
لوخته يجهد ليفرض وجوده وفيلبس يكابد لتعويض تأخره في التدريب. لذا كانت
الحماسة كبيرة من قبل الطرفين في السباقات الشتوية خصوصا في جائزة أوستن.
استعدادات لوخته
ولم يتنفس لوخته الصعداء على رغم تألقه في دبي، فما أن عاد إلى
منزله في غينسفيل (فلوريدا) حتى توجه مباشرة إلى المسبح لينفذ تدريبه
اليومي ويجتاز مسافة 8 آلاف متر في ضوء البرنامج الذي وضعه مدربه تروي،
وإكتفى بعدها بعطلة مدتها أربعة ايام لمناسبة عيد الميلاد.
رفع لوخته شعار التدريب 7 ايام على 7 أيام وصولا إلى مونديال
شنغهاي، حيث كرس هيمنته أخيرا، ما جعل فيلبس يعيد النظر ويعترف بتأخره في
برنامج الإعداد.
وتشير الدلائل إلى أن فيلبس "فتى بالتيمور" سيستعد بكامل قوته لخوض
أولمبياد لندن الصيف المقبل، حيث سيسعى لمواصلة أرقامه الاسطورية قبل أن
يعتزل اللعبة (14 لقبا في أولمبيادي 2004 و2008)، وسيكون من الصعب بعدها
خوضه بطولة العالم التي ستقام عام 2013 في برشلونة، في ضوء ما لمح له
أخيرا.
لوخته الملهم الجديد
في شنغهاي، أثبت لوخته للجميع خطأ غعتقادهم أنه بات من العسير جدا
تحطيم رقم عالمي من "عصر البوليوريتان". ما حدا بالاسترالية ستيفاني رايس،
التي تعافت من إصابة في الكتف وتتطلع لاستعادة المستوى الذي منحها ثلاث
ذهبيات في بكين 2008، بالقول أنّها شعرت بأن أداء لوخته سيلهم سباحين آخرين
لرفع مستواهم قبل الأولمبياد. وأضافت: "كان شيئا مثيرا، تحطيم أول رقم
قياسي منذ إلغاء الأزياء الثورية. كنت أشاهد أداءه (لوخته)، كان رائعا، وهو
بالتأكيد أمر محفز".
الاستعداد الأولمبي
ومع إقتراب موعد دورة لندن الأولمبية، سترتقع وتيرة المقارنات بين
لوخته وفيلبس، وعلى حد تعبير السباح النمساوي ماركوس روغان الذي يتدرب مع
لوخته في الولايات المتحدة، فإن فيلبس هو تيم دنكان السباحة، ولوخته دينيس
رودمان في إشارة إلى بعض تصرفاته وذوقه في إختيار الملابس والألوان
الغريبة، ومنها إنتعاله حذاء من الرقائق أخضر اللون من تصميمه يعتبره فألا
حسنا عليه. ولا يخفي إبن العائلة المؤلفة من خمسة أولاد ميله إلى تصميم
الأزياء وتطلعه للعمل في عالم الموضة مستقبلا. وهو "الدونجوان" الذي كان
بفضل إنجازاته في الحوض محط إعجاب زميلاته اللواتي تنافسن للتقرب منه
والفوز بصحبته خلال مرحلة الدراسة الثانوية.