اعمال تنفعنا يوم القيامه
بعض الأعمال الصالحة تشفع لأصحابها يوم القيامة وتكون طريقا لهم إلي الجنة
وفضل الله تعالي علي الإنسان أنه يدخرله الأعمال الصالحة لتكون معبرا إلي
جنة الله التي وعد بها المؤمنين وهناك من الأعمال التي تحاج عن أصحابها
وتشفع لهم يوم لاينفع مال ولابنون , يكون سبيلا إلي تخفيف حر ذلك اليوم
وسبيلا إلي دخول الجنة
ومن هذه الأعمال قراءة بعض سور من القرآن أو بعض آياته وذلك لما لها من فضل
وبركة لاشتمالها علي توحيد الله وتنزيهه عمالا يليق به ,
فقد جاء: حديث أبي أمامة أن رسول الله قال, أقرأوا القرآن فإنه يأتي
يوم القيامة شفيعا لأصحابه, وأقرأوا الزهراوين: البقرة, وآل عمران,
فإنها تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيايتان أي ظلتان ـ أو كأنهما
فرقان من طير صواف تحاجان ـ أي تدافعان ـ عن أصحابهما,
اقرأوا سورة البقرة فإن أخذها بركة وتركها حسرة ولايستطيعها البطلة أي السحرة, ومن ذلك أيضا شفاعة سورة الملك
فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: إن سورة في
القرآن ثلاثون آية شفعت لرجل حتي غفر الله له وهي: تبارك الذي بيده
الملك ففي هذا اليوم العظيم الذي تدنو الشمس من العباد فيبلغون من الكرب
والغم مالا يحتملون
والذي روي المقداد عنه عن رسول الله صلي الله عليه وسلم ان الشمس تدنو من
العباد حتي تكون قدر ميل او ميلين فتضرهم الشمس فيكونون في العرق علي قدر
أعمالهم يكون الإنسان في ظل عمله وماعمل من خيره
فقد جاء في المسند من حديث عقبة بن عامر مرفوعا أن النبي عليه الصلاة والسلا قال: كل امرئ في ظل صدقته حتي يفصل بين الناس
ومن هذه الأعمال التي تشفع لأصحابها وتكون سببا في دخوله الجنة تفريج
الكروب عن المعسرين والمحتاجين وأصحاب الشدائد والمعسرين. فعن أبي هريرة
رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم قال: من نفس عن مؤمن كربة من
كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة. إلي آخر الحديث
فالجزاء من جنس العمل
فقد خرج الترمذي من حديث أبي سعيد الخدري مرفوعا: أيما مؤمن أطعم مؤمنا
علي جوع أطعمه الله يوم القيامة من ثمار الجنة, وأيما مؤمن سقي مؤمنا علي
ظمأ سقاه الله يوم القيامة من الرحيق المختوم, وأيما مؤمن كسا مؤمنا علي
عري كساه الله من خضر الجنة وأخرج مسلم من حديث أبي اليسر عن النبي صلي
الله عليه وسلم أنه قال: من أنظر معسرا, أو وضع عنه, أظله الله في
ظله يوم لاظل إلا ظله
وخرج مسلم من حديث أبي قتادة عن النبي صلي الله عليه وسلم أنه قال: من
سره أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة فلينفس عن معسر أو يضع عنه
والأحاديث في هذا المجال كثيرة ومن ذلك وأخرجه البيهقي من حديث أنس مرفوعا
أن رجلا من أهل الجنة يشرف يوم القيامة ـ أي يطلع ـ علي اهل النار,
فيناديه رجل من أهل النار: يافلان. هل تعرفني؟ فتقول: لا, والله ما
أعرفك من أنت, فيقول: أنا الذي مررت علي في دار الدنيا فاستسقيتني
شربة من ماء فسقيتك, قال: قد عرفت فتقول له فأشفع لي بها عند ربك,
قال: فيسأل الله تعالي, فيقول أشفعني فيه, فيأمر به فيخرجه من النار
وصدق الله العظيم القائل في محكم التنزيل: إنا لانضيع أجر من أحسن عملا.